الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه الهدايا التي قلت إنك تلقيتها من علاقات سابقة مع بنات لا يمكن تصور أنها خالية من الأغراض الفاسدة. لأنها إذا كان موجبها هو احتياجك إليها، فإنك لست أحوج المحتاجين، طالما أن لك عملا. ولأنه من المستحيل أن يرتبط شاب بفتاة أو فتيات عن طريق المحبة، ولا يكون التهادي بينهم من باب العلاقة المحرمة.
ثم اعلم أن العلاقة المحرمة ليس معناها الوقوع في الزنا الموجب للحد، بل ثمت أنواع كثيرة من الزنا لا توجب الحد، وهي داخلة في عموم العلاقة المحرمة. فقد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه. وهذا لفظ مسلم.
ثم اعلم أن فتنة النساء من أعظم الفتن، وأكثرها خطرا وضررا، كما في الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وروى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
وهذه الفتنة لا ينبغي لأحد أن يأمنها على نفسه، فلربما فتن الصالح العابد بنظرة. لذا ننصحك -أيها الأخ الكريم- بالابتعاد عن كل هذا، وأن تتخلص من جميع هذه الهدايا بالتصدق بها على المحتاجين أو صرفها في وجوه البر ونحو ذلك، وأن لا تحتفظ بها، فإنا لا نرى إلا أنها أهديت لمقاصد غير سليمة.
والله أعلم.