الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلتعلم الأخت السائلة أن العلاقة لا تجوز بين شاب وشابة قبل عقد الزواج ، وأن الزواج رزق قد كتب ، وأنها مهما فعلت لن تستطيع الزواج بمن ليس من نصيبها ، ولذلك ننصحها بأمرين واجبين : أولهما عملي ، والثاني قلبي .
أما العملي فهو أن تقطع هذه العلاقة فورا وتمنع الصلة بهذا الشاب وتقول له : لا يجوز أن تكون لي علاقة معك ، فلست محرما لي ولا زوجا ، فإذا أردت أن تكون زوجا ، فأت البيوت من أبوابها ، واذهب إلى والدي واطلبني منه ، ولتعلم الأخت أن هذا سيزيد احترام الشاب لها ، وسيزيده تمسكا بها ، هذا إذا كان محبا لها وليس لاعبا بعواطفها .
وهذا يوصلنا إلى الأمر القلبي وذلك أنها ربما ظنت أن اتخاذ هذا الموقف سيضيع منها الشاب، وليس الأمر كذلك لأن كل ما هو مكتوب لها لن يفوتها ، وفي الحديث : ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك . وبهذا سيحسم الموضوع فالشاب سيحزم أمره إما بإقناع والديه والتقدم لها ، وإما بالانصراف عنها ، وإفساح المجال لغيره من الراغبين في الزواج بها الجادين ، مع العلم أنه لو تم زواجه بها دون رضى والديه فالزواج صحيح ، إذ لا يشترط موافقتهم لصحة الزواج مع الإثم الذي يلحقه من عصيان والديه .
والله أعلم .