الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نتبين شيئا محرما فيما بينتِه من المجالات التي قلت إن الشركة تقوم بها. وعليه فإذا كان عملك لا يعدو ما ذكرت، وكنت تقومين بأدائه قدر المستطاع فأجرك الذي تحصلين عليه حلال إن شاء الله ، ونسأل الله تعالى أن يبارك لك فيه.
وما ذكرتِه من أنك لا تدرين هل الشركة تتعامل مع البنوك أم لا، هو من الورع الذي يحسن للمسلم أن يلتزمه، ما لم يشق عليه ذلك، واعلمي أن الربا في هذا الزمان لا يكاد ينجو منه إلا من رحم الله. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ليأتين على الناس زمان لا يبقى أحد إلا أكل الربا، فإن لم يأكله أصابه من غباره . رواه النسائي، وأبو داود، والإمام أحمد في المسند.
وإذا تقررت إباحة العمل في هذه الشركة، فإن أفضلية العمل في مهامها الإدارية على العمل في مجال المحاسبة أو العكس، إنما تتحدد تبعا لدرجة بعد أي منهما عن الحرام.
وأما العمل في بنك إسلامي، فإنه إذا كان يلتزم بجميع تعاليم الإسلام، ولم تكن تلك التسمية مجرد عنوان يريد به القائمون عليه الترويج له فهو قطعا أفضل من شركة يُشك في حلية بعض أموالها. ويكفي للدلالة على أفضليته أن فيه امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك . رواه أحمد والنسائي .
والله أعلم .