الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس بين عيسى عليه السلام ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي بعث بشريعة مستقلة عن شريعة عيسى كما جاء في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أنا أولى الناس بابن مريم، والأنبياء أولاد علات، وليس بيني وبينه نبي.
وقد ذكر أهل العلم أن أصحاب أهل القرية الثلاثة الذين أرسلوا إليها كانوا من أتباع عيسى عليه السلام، ولذلك فيكون عيسى آخر أنبياء بني إسرائيل الذين جاءوا بشريعة, ومن جاء بعده يكون تابعا له. وقد سبق بيان ذلك في الفتويين: 66030، 66704، كما قرره الحافظ في الفتح وجمع به بين الأحاديث الواردة في هذا الموضوع. ووجود نبي أو أنبياء بعد عيسى عليه السلام لا يعني نفي الضلالة عن النصارى.
وبخصوص الأثر المذكور عن سعيد بن المسيب فقد ذكره الحافظ ابن كثير في التفسير وغيره وقال عنه: هذا إسناد صحيح إلى سعيد بن المسيب، لكن لم يذكر سعيد بن المسيب رحمه الله أن الدم هو دم يحيى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام ، وقد فند ابن الأثير في الكامل كون الدم دم يحيى وذكر عن ابن اسحاق قصة أخرى جرت لبني إسرائيل بعد قتلهم يحيى مع ملك من ملوك بابل اسمه جودرس .
والله أعلم.