الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله عز وجل أن يأجركم في مصيبتكم، ونسأله أن يضاعف الأجر للأخت السائلة على تربيتها لأخواتها وإحسانها إليهم، ونسأله أن يعوضها خيراً ويرزقها زوجاً صالحاً، ثم نقول أما مقتك لوالدك وكرهك له، وعدم إحساسك بأنه أب وغير ذلك من مشاعر الكراهية، نتيجة لما حصل منه، فلا تأثمين عليها، لأنها من الأمور القلبية التي لا كسب لك فيها ولا عمل غير أنه ينبغي لك أن تعذريه لمرضه، ويجب عليك أن تبريه وتحسني إليه بما تستطيعين، فقد أوصاك الله عز وجل به، وجعل بره من أفضل الأعمال، وجعل عقوقه من كبائر الذنوب، فلا يجوز لك التبرؤ منه، لأن هذا من العقوق، كما لا يجوز منعه من العودة إلى البيت، إلا إذا كان وجوده في البيت يشكل خطراً عليكم، فلا بأس في البحث له عن مكان آخر، أو أن تخصصوا له مكاناً منفصلاً في البيت، مع الإحسان إليه وزيارته، وتوفير ما يحتاج إليه من مأكل وملبس وغير ذلك، إن كنتم تقدرون عليه.
وأما منعه لك من الزواج بالكفء فليس من حقه ذلك، إن كان لغير مسوغ، وقد تقدم حكم ما إذا منع الولي المرأة من الكفء في الفتوى رقم: 7759 فلتراجع.
والله أعلم.