الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الواجب عليكم هو رفض الغناء المحرم المشتمل على آلات اللهو والطرب، ولمعرفة كلام أهل العلم في حرمة الغناء انظر الفتوى رقم: 987، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق كما وضحنا ذلك في الفتوى رقم: 69978.
ويمكنكم إقامة النشيد الإسلامي واستعمال الدف فيه، ولا فرق بين أن يكون المستعمل له رجلا ينشد للرجال بالكلمات الحسنة، أو امرأة تنشد للنساء بالكلمات الجميلة التي لا فحش فيها، وانظر الكلام عن الدف في الفتوى رقم: 43309.
ولكن مع حرمة الغناء والموسيقى، فليس خضوع الرجل لوالديه واستسلامه لما طلباه سبب كافٍ في رده وعدم قبوله زوجاً، فعلى أشد تقدير أن يكون الرجل راضياً بهذا الغناء، فرضاه به ذنب، ولو كانت المرأة ستترك كل من ظهر عليه ذنب لن تجد زوجاً، ففلان يقع في الغيبة وهي أكبر إثماً من الغناء، وفلان يقع في النميمة وهي أكبر إثماً من الغناء، وفلان يقع في الكِبْر وهو مرض قلبي أخطر وأكبر إثماً من الغناء وهكذا، والمطلوب من المسلم أن يتخلص من هذه الأمراض كلها، ولكن وقوعه في شيء من ذلك لا يعني أنه لا يقبل كأخ أو كزوج أو كصديق، ولذا ننصح الزوج بأن لا يبدأ مشروعه بمعصية الله تعالى، كما ننصح الأخت الكريمة أن لا ترد خطيبها لهذا السبب، وفقك الله لمرضاته، وبلغكم من الخير مناكم وزادكم، وجمع بينكم على خير.
والله أعلم.