الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن طاعة الوالدة وبرها أمر واجب على الولد في غير معصية الله، ولا فرق في وجوب الطاعة بين الوالد المسلم وغير المسلم. وتقدم بيانه في الفتوى رقم: 17264.
ومن واجب الولد أن ينفق على والده المحتاج، أما المستغني والذي عنده ما يكفيه، فلا تجب النفقة عليه، ويندب صلته بالمال، وسبق بيانه في الفتوى رقم: 59453
ومن حق الزوجة الاستقلال ببيت خاص لا تتضرر فيه، ولا يجب عليها القبول بالسكن مع أم الزوج أو أحد من أقاربه، وسبق بيانه في الفتوى رقم:62280.
وبناء على ما سبق نقول:
أولا: على الأبناء ومنهم زوجك أن يحرصوا على بر والدتهم والإحسان إليها، وأول ما يجب عليهم في ذلك دعوتها إلى الدين الحق، ونصحها وبيان بطلان ما تعبد من دون الله.
ثانيا: لا يجب عليهم إعطاؤها ما تطلب من المال ما دامت غير محتاجة، ومكفية بما تحصل عليه من الدولة.
ثالثا: لا حرج عليك من أن تطلبي من زوجك أن يسكنك في بيت مستقل، وهذا من حقك، وإذا تعارض هذا الحق مع بره بأمه، فينبغي لك أن لا توقعيه في هذا التعارض، وأن تصبري وتحتسبي، كما ينبغي له أيضا أن يقدر حالتك النفسية، ويبحث عن حل يجمع بين الأمرين، وهناك حلول مقترحة للجمع بين بر الوالدة وحسن عشرة الزوجة سبق بيانها في الفتوى رقم: 72209
والله أعلم.