الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب عليك المبادرة إلى التوبة ، أما ثواب عمرتك هل هو موجود أم لا؟ فأمر غيبي الله أعلم به, ومن ذا الذي يعلم هل قبل الله منه عمله أم لا؟ فالمؤمن يحسن العمل بالإخلاص لله عز وجل فيه والمتابعة فيه لنبيه صلى الله عليه وسلم، يحسن عمله بذلك قدر المستطاع, ثم يحسن الظن بالله عز وجل أن يتقبله منه ويثيبه عليه, فالله لا يضيع عمل عامل وإن قل, قال الله سبحانه : فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ {الزلزلة: 7 ـ 8 } ولا يبطل ثواب الأعمال الصالحة إلا الموت على الردة والعياذ بالله لقول الله تعالى : وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {البقرة: 217 } وبعض أهل العلم يقولون: إن السيئات تحبط الحسنات، كما أن الحسنات يذهبن السيئات، كما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله, فيحرص المسلم على الحفاظ على صالحاته باجتناب المعاصي ما استطاع, فإن هفا وزل فليتب ، فبادر بالتوبة وابتعد عن المعاصي ليحسن الله لك الخاتمة .
والله أعلم .