الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أيها الأخ الكريم أن الله لا يقدر للإنسان إلا خيرا، واختيار الله له خير من اختياره لنفسه، ففي صحيح مسلم عن صهيب يقول النبي صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.
ثم إن هذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان، والمؤمن فيها يتقلب من حال إلى حال ليرى الله منه الصبر عند الابتلاء والشكر عند الرخاء. قال سبحانه: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {الأنبياء:35} فهون على نفسك، واعلم أن خير ما يعين على علاج ما أنت فيه من الحيرة، هو تقوية الإيمان والثقة بالله، وترك الوساوس والخيالات الفاسدة، والمحافظة على الفرائض والإكثار من الأعمال الصالحة، ولا سيما الصدقة وقيام الليل والدعاء والذكر. واعمل بما أشرنا عليك به في فتاوانا السابقة، ونسأل الله أن يوفق سعيك، ويأخذ بناصيتك إلى ما فيه الخير والرشاد.
والله أعلم.