الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن المعلق القلب بالمساجد حمله بعضهم على شدة تعلق قلبه بها وحبه للجلوس فيها، فهو متعلق القلب بالمسجد كلما خرج منه حتى يعود إليه، ويدل لهذا ما في رواية مالك في الموطأ، ومسلم في الصحيح، والترمذي في السنن: ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه.
وفي مصنف ابن أبي شيبة أن سليمان كتب إلى أبي الدرداء: إن في ظل العرش رجلا قلبه معلق في المساجد من حبها.
قال النووي في شرح مسلم: ومعناه شديد الحب لها والملازمة للجماعة فيها. اهـ
قال المناوي في فيض القدير عند شرح قوله: إذا خرج منه حتى يعود إليه: كنى به عن التردد إليه في جميع أوقات الصلاة فلا يصلي صلاة إلا في المسجد، ولا يخرج منه إلا وهو ينتظر أخرى ليعود فيصليها فيه، فهو ملازم للمسجد بقلبه، فليس المراد دوام الجلوس فيه. اهـ
وراجع فتح الباري وشرح الزرقاني على الموطأ للمزيد في شرح الحديث، وراجع في متن الحديث الفتوى رقم: 41765.
والله أعلم.