الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن حب أحد عباد الأمم السابقة أمر محمود إن لم يؤد لاعتقاد أنه أفضل من الصحابة، وأما التأثر عند تذكره أكثر من الصحابة من دون تفضيل له عليهم فهو غير محرم، إلا أن السبب قد يكون لعدم سعة اطلاعك على أخبار الصحابة رضوان عليهم، فقد كان لهم من الكرامات الربانية واستجابة الدعاء أكثر مما كان لجريج ، فراجع كتب السيرة التي تتحدث عنهم كالإصابة والبداية والنهاية وسير أعلام النبلاء وصفة الصفوة وحلية الأولياء وحياة الصحابة ، فستجد فيها من أخبارهم ما يجعلك تتأثر بالصحابة إن شاء الله، واعلم أن جريجا كان مخطئا في تقديم نافلة الصلاة على طاعة أمه، فكان الأولى به أن يخفف الصلاة ويسلم أو يقطعها ويجيب أمه، وقد ذكر النووي في شرح حديث جريج في باب تقديم الوالدين على التطوع بالصلاة وغيرها: أن الصواب في حقه إجابة أمه لأن إجابة الأم واجب وعقوقها حرام، وراجع الفتوى رقم : 27309 وراجع في مشروعية العمرة عنه الفتوى رقم :26516 والفتوى رقم : 69673
والله أعلم