الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي للزوجين أن يتفاهما ويتشاورا في كل ما يهم حياتهما، وأن يتطاوعا ولا يختلفا، وأن يستخيرا الله عز وجل فيما ينويان الإقدام عليه، في هذا الأمر وفي غيره من الأمور، ونحن ننصح بعدة خيارات:
الأول: عودتهما جميعاً من هذه البلاد لما في الإقامة فيها من المخاطر على دينهما وعلى تربية أولادهما، وقد سبق بيان مخاطر الإقامة في تلك البلاد في الفتوى رقم: 2007.
الثاني: إن كان لا بد من البقاء فنرى أن يبقيا معا، لأن في بقائهما معا حفاظاً لهما من الفتنة، وأما البنات فيمكن البحث لهما عن مدرسة خاصة، إسلامية أو على الأقل ليس فيها ما يخشونه عليهن، مع الاهتمام بتحفيظهن القرآن الكريم وتعليمهن اللغة العربية، والعلوم الدينية.
الثالث: إذا أصر الزوج على رأيه، فطاعته حينئذ واجبة إذا لم يترتب عليها محظور، ولكن تجب للزوجة وللبنات حقوق عليه، من النفقة عليهن، ومن توفير المسكن ومن عدم الغياب عن الزوجة مدة تتجاوز المسموح به شرعاً، وقد سبق بيانه في الفتوى رقم: 10254 ، إلا أن تتنازل الزوجة عن شيء من حقوقها، وأما المكان الذي تنزله الزوجة فيقدم رأي الزوج فيه أولاً، فإن استوى الأمران عنده بمعنى أنه لم يكن يمانع من طاعة الوالدين في مكان نزولك فأطيعيهما.
والله أعلم.