الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقطع الإنجاب عن هذه القطة من الفساد في الأرض الذي ورد النهي عنه في قول الله تعالى : وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ { البقرة : 205 } كما أن قتل القطط لغير غرض شرعي حرام ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ما من إنسان قتل عصفورا فما فوقها بغير حقها إلا سأله الله عزوجل عنها . قيل يا رسول الله ، وما حقها ؟ قال يذبحها فيأكلها ، ولا يقطع رأسها يرمي بها . رواه النسائي ، والوعيد الوارد في هذا الحديث يشمل قاتل الحيوان الذي يؤكل لحمه والذي لا يؤكل لحمه ، وعليه فكان من الصواب أن لا تتخذ قطة أصلا ، حتى تتجنب كلا من قطع الإنجاب عنها وتعريضها للقتل ، وإذا أمكنك أن تتخلص منها بطريقة لا تعرضها بها إلى القتل أو التعذيب فذاك صواب أيضا ، وإن كنت محتاجا إليها أو تعذر عليك التخلص منها بطريقة شرعية ، فلك حينئذ أن تقارن بين قطع الإنجاب عنها ، وبين تعريض نسلها للقتل ، وتعمل بما كان أخف ضررا في المسألتين ، فإن الشرع مبناه على جلب المصالح أو تكثيرها ودفع المفاسد أو تقليلها .
والله أعلم .