الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيراً على هذه الروح المسؤولة التي تحمل هم الدين والعمل له وإبلاغه لكافة الناس، ونسأل الله عز وجل أن يجعلك من الداعين إليه على بصيرة، قال الله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ {فصلت:33}، وقال تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي {يوسف:108}، هذا ولتعلم أن الدعوة إلى الله عز وجل تأخذ صوراً متعددة من خطبة وموعظة ومقالة وتأليف ونشر مطبوعات وكتب ومذكرات ونحو ذلك، فإذا كان لا يمكنك طباعة ما ينفع المسلمين لسبب ما فثمت صور أخرى للدعوة منها الحديث مع الناس عموماً والزملاء والأهل والأقربين خصوصاً.
وأما مسألة كتم العلم والإثم بذلك فهذا في العلم الذي يتعين وليس في مسألتك، جاء في عون المعبود في شرح حديث: من سئل عن علم فكتمه.... قال: وهذا في العلم الذي يتعين عليه فرضه كمن رأى كافراً يريد الإسلام يقول علموني الإسلام وما الدين وكيف أصلي وكمن جاء مستفتياً في حلال أو حرام.... وليس الأمر كذلك في نوافل العلم.
وإذا كان هذا في نوافل العلم الشرعي فكيف بالعلوم الأخرى غير الشرعية، جاء في شرح سنن ابن ماجه: هذا الوعيد مختص بكتمان علم الدين. انتهى.
والله أعلم.