الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أنه ما من مصيبة تصيب المرء إلا وهي بتقديرالله تعالى يبتلي بها عباده، قال تعالى : مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ {الحديد : 22 } وقال سبحانه: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ { التغابن :11 } قال قتادة رحمه الله: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم . وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم :19686 ، فالذي نوصيك به الاستمرار في استحضار الإيمان بالقدر ، فهو من أفضل ما تتسلى به نفسك في مثل هذا الحال، وهو أيضا من خير ما يعينك على الصبر واحتساب الأجر عند الله تعالى، وتراجع الفتوى رقم : 5249 ، واعلمي أن اختيار الله للعبد خير من اختياره لنفسه فلا تجزعي ولا يعظم حزنك على ما فاتك فالله عزوجل قادر على أن يعوضك خيرا منه، فأحسني الظن بالله وأعظمي الأمل والرجاء فيما عنده، فما عند الله خير، وينبغي أن تستمري في بذل الأسباب للوقاية من المكروه مع الاستعانة بالله، روى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز . ومن أعظم هذه الأسباب الإكثار من الدعاء، وراجعي في فضل الدعاء الفتوى رقم : 1044 ، ومن هذه الأسباب أيضا الرقية الشرعية، والرقية الشرعية نافعة على كل حال، وراجعي الفتوى رقم: 4310 ، وحافظي على أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم وأذكار دخول الخلاء والخروج منه ، والواجب الحذر من إتيان الدجالين وما ذكرت من كتابة الآيات القرآنية فإن كنت تقصدين بها التمائم التي تعلق فراجعي في حكمها الفتوى رقم :4137 ، ثم إنه لا بد من الاستمرار في مراجعة أهل الخبرة والاختصاص من الأطباء فقد يكون السبب مجرد مرض عضوي ، وما يخفى على بعض الأطباء قد يعرفه البعض الآخر .
والله أعلم .