الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يشفي زوجتك ويصلحها ، ثم اعلم وفقك الله تعالى أن الطلاق ينبغي أن يكون آخر الحلول . ومن هنا ننصحك بالبحث بصدق عن أسباب هذا النفور الحاصل من زوجتك، فإن كان بسبب تقصير منك فحاول إصلاحه ، وإن غلب على ظنك وجود سحر أو مس من جن فعالج ذلك باللجوء إلى الله تعالى بالدعاء، فقد قال الله تعالى : وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ { البقرة : 186 } وقال تعالى : وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ { غافر: 60 } ولا بأس في أن تقرأ عليها القرآن لأنه شفاء ورحمة؛ كما قال ربنا جل وعلا : وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ { الإسراء:82 } وإن طلبت الرقية ممن عرف بالصلاح والورع فلا حرج ، وإياك أن تطلب ذلك من أهل الدجل والشعوذة فإن أم زوجتك قد أخطأت خطأ كبيرا في ذهابها إلى المشعوذين وأصحاب الدجل . وإذا لم تجد حلا لمشكلتك غير الطلاق فلا بأس بأن تلجأ إليه فقد يكون فيه الفرج ، والحمدلله الذي هداك إلى معرفة ما كنت عليه من البعد عن الله فاثبت على توبتك ، فرب معصية انقلبت إلى نعمة على صاحبها بسبب ما أحدثه بعدها من التوبة والانكسار وزيادة الذل والخضوع لله رب العالمين .
والله أعلم .