الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الظاهر أن هذا الشاب أراد بكلامه أن الإذاية التي حصلت له هو ولم تحصل للرسول صلى الله عليه وسلم وهذا مبالغة منه في التأذي بما يتأذى به النبي صلى الله عليه وسلم, والتأذي من الإساءة, ولا يفهم أن نفسه أحب إليه من النبي صلى الله عليه وسلم حسب الظاهر ، وإطلاقه لفظ الإهانة على النبي صلى الله عليه وسلم لا حرج فيه فهو مثل لفظ الايذاء المذكور في القرآن والحديث كما قال الله تعالى : وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا {الأنعام: 34 } وفي الحديث : لقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد ، وأخفت في الله وما يخاف أحد . رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني .
وأما الأغاني المصحوبة بالموسيقى والمعازف فهي محرمة ولو كانت في مدح النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد سبق أن بينا أدلة ذلك ونقلنا كلام العلماء فيه في الفتاوى التالية أرقامها : 66001 ، 54316 ، 35708 ، 26409 .
وأما اتهام المغنين الذين يشاركون في حملة نصرة النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم يشاركون فيها متاجرة بالنبي صلى الله عليه وسلم فهو من ناحية التعبير بمتاجرتهم بمدح النبي صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه لا حرج فيه, ولكن اتهام النوايا ليس سائغا لأن النوايا في القلوب ولا يعلمها إلا الله تعالى, ومهما يكن حال طيب نواياهم فإن استخدام الموسيقى المحرمة محرم عليهم ويحرم على غيرهم سماعها .
والله أعلم .