حكم صلاة المسبل إزاره

4-4-2001 | إسلام ويب

السؤال:
ما حكم صلاة المسبل، والصلاة خلفه وخلف المبتدع؟

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالإسبال مذموم على كل حال، سواء كان في الصلاة أو كان خارجها، لحديث أبي ذر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم قلت: من هم يا رسول الله خابوا وخسروا؟ فأعاد ثلاثاً. قلت من هم خابوا وخسروا؟ قال: المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب، أو الفاجر. رواه مسلم.

وفي البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار.

أما صلاة المسبل ثوبه؛ فهي مجزئة عند جماهير العلماء مع الكراهة، ونصوا على أن الكراهة ‏هي كراهة تحريم إذا كان ذلك للخيلاء، وأجابوا عما في سنن أبي داود عن أبي هريرة -‏رضي الله تعالى عنه- من أنه قال: بينما رجل يصلي مسبلاً إزاره، إذ قال له رسول الله -‏صلى الله عليه وسلم-: اذهب فتوضأ فذهب فتوضأ ثم جاء، ثم قال اذهب فتوضأ فذهب ‏فتوضأ ثم جاء، فقال له رجل يا رسول الله ما لك أمرته أن يتوضأ ثم سكت عنه؟ فقال: ‏إنه كان يصلي وهو مسبل إزاره، وإن الله تعالى لا يقبل صلاة رجل مسبل إزاره.‏

نقول: أجابوا عن هذا بأنه لا يصلح لأن يكون دليلاً على خلاف ما عليه الجمهور من ‏إجزاء صلاة المسبل ثوبه لأمرين اثنين:‏
‏1- أن الحديث ضعيف كما نص على ذلك أئمة الحديث، ولذلك لم يحتج به ابن حزم لما ‏ذهب إليه من أن صلاة المسبل غير مجزئة، وإنما استدل ببعض الآثار.‏
‏2- أنه على افتراض صحته، فإن عدم القبول لا يعني -بالضرورة- عدم الإجزاء، فقد ثبت ‏أن من أتى عرافاً لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، ومن شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين ‏ليلة، ومع ذلك لم يؤمر أحد منهما بالإعادة، مما يدل على أن الصلاة مجزئة، وإنما المنفي ‏حصول الثواب والقبول الذين يحصلان للمتقين المطيعين. قال تعالى: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [المائدة:27].

وبناء على ما تقدم؛ فإن الراجح -إن شاء الله تعالى- هو ما عليه ‏الجمهور من صحة صلاة المسبل. ويبنى على ذلك صحة الصلاة خلفه، وإن كان الأولى أن ‏يصلي المسلم خلف الأتقى والأورع، ولكن إن صلى خلف مرتكب المعصية، والمتصف ‏بالبدعة غير المكفرة، فالصلاة صحيحة، وقد صلى جماعة من الصحابة خلف ‏الحجاج وغيره.‏

ثم إنه لو كان المرء مطالباً بأن لا يصلي إلا خلف الأتقى الأورع، لكان لزاماً عليه أن ‏يبحث -كلما أراد أن يصلي- عن حال من يصلي خلفه. ولا يخفى ما في ذلك من ‏المشقة الزائدة والحرج الشديد، والله -جلَّ وعلا- يقول: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ‏‏[الحج:78].

والله أعلم.‏

www.islamweb.net