الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله السلامة والعافية، ونسأله الفقه في دينه، والالتزام بشرعه، فإن الجهل بدين الله عز وجل والتهاون في الالتزام بشرعه يفضي إلى أمور لا تحمد عقباها، ومن هذا ما عم وطم عند كثير من المسلمين للأسف من دخول الرجال الأجانب على النساء وخاصة الأقارب، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله: إياكم والدخول على النساء. فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. رواه البخاري ومسلم من حديث عقبة بن عامر.
فعلى الأخت أن تتقي الله عز وجل، وأن لا تتهاون في مسألة الحجاب، والنظر والخلوة بغير محارمها، والكلام مع الرجال الأجانب لغير حاجة ونحو ذلك، وعليها أن تعلم أن حبها لرجل أجنبي غير زوج لا يجوز، وإذا كانت قد تعاطت أسباب ذلك من نظر محرم وغير ذلك، فإن الجريمة أعظم وأشنع، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 4220 ، وإذا كانت ذات زوج فإن الإثم يعظم أيضاً.
ومن جهة أخرى فإن الرجل الذي تعلقت به زوج لأختها، وهي لا تحل له ولا يحل لها إلا بعد أن يفارق أختها وتنتهي عدتها من طلاقها الرجعي، إذ من المعلوم عدم جواز الجمع بين الأختين، ولا يجوز لها بحال أن تسعى في طلاق أختها، لأن ذلك محرم في حق المسلمة عموماً، وفي الأخت أشد لما فيه من قطع الرحم، وفي الحديث: ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتستكفئ إناءها. رواه البخاري وغيره.
فعليها أن تجاهد نفسها لنسيان هذا الرجل، والبعد عنه وشغل نفسها وفكرها بما يعود بالنفع عليها في دينها ودنياها، ونسأل الله لنا ولها الهداية والتوفيق.
والله أعلم.