الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه هي صفات ذات الدين والخلق التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالظفر بها، والفوز بوصالها، بقوله: تنكح المرأة لأربع، لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
ونصيحتنا لك أن يكون الدين والخلق هو مطمح نظرك، وغاية بغيتك، ومنتهى اختيارك، قال الإمام المناوي في فيض القدير: (فاظفر بذات الدين) أي اخترها وقربها من بين سائر النساء ولا تنظر إلى غير ذلك، (تربت يداك) افتقرتا أو لصقتا بالتراب من شدة الفقر إن لم تفعل، قال القاضي: عادة الناس أن يرغبوا في النساء ويختاروها لإحدى أربع خصال عدها، واللائق بذوي المروءات وأرباب الديانات أن يكون الدين مطمح نظرهم فيما يأتون ويذورن، سيما فيما يدوم أمره ويعظم خطره، فلذلك حث المصطفى صلى الله عليه وسلم بآكد وجه وأبلغه، فأمره بالظفر بذات الدين الذي هو غاية البغية ومنتهى الاختيار، والطلب الدال على تضمن المطلوب لنعمة عظيمة وفائدة جليلة. انتهى كلامه.
ولا بأس بطلب الجمال قال في عون المعبود عند قوله (ولجمالها): يؤخذ منه استحباب تزوج الجميلة إلا أن تعارض الجميلة الغير دينه والغير جميلة الدينة، نعم لو تساوتا في الدين فالجميلة أولى ويلتحق بالحسنة الذات الحسنة الصفات ومن ذلك أن تكون خفيفة الصداق. انتهى.
والله أعلم.