الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه متى علم والدك أن هذا المال الذي يأخذه من أخيك هو مال حرام لم يجز له قبوله لأن معاملة حائز المال الحرام في عين المال الحرام غير جائزة، وعلى أخيك ووالدك أن يتوبا إلى الله عزو جل ويردا هذا المال إلى أصحابه إن كانوا معروفين وأمكن رده، وإلا تخلصا منه بإنفاقه على الفقراء والمساكين، وراجع للمزيد الفتوى رقم: 56934.
هذا، ومسألة افتخار والدك بولده الذي يتناول الحرام ويعطيه منه مسألة خطيرة لما فيها من الرضى بالمنكر والتشجيع عليه، وكان أولى بوالدك وقد علم أن ولده يقترف الحرام أن ينهاه ويزجره لا أن يعينه ويشجعه.
وليعلم أن تحري أكل الحلال من أعظم القربات وآكد الواجبات وأن شخصا لم تنهه صلاته عن الحرام شخص على خطر عظيم، وفي الحديث الذي رواه مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام.. فأنى يستجاب له.
والله أعلم.