الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان الحال كما ذكرت فلا يلزمك الذهاب إليهم ، واكتفي بزيارتهم في المناسبات، والاتصالات الهاتفية ونحو ذلك، ولا يجوز لك طاعتهم في معصية الله تعالى، ولا في معصية زوجك، ولكن مع ذلك حاولي أن تحتفظي بالمودة التي بينك وبين إخوانك وأخواتك، وأن تطيعي أمك في البر والخير فقط، وحذريهم مما يقومون به من إفسادك على زوجك ، وذكريهم بأن التفريق بين الزوجين من الذنوب الكبيرة التي يحرم على المسلم أن يوقع نفسه فيها، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ليس منا من خبب امرأة على زوجها, أو عبدا على سيده. رواه الإمام أحمد وأبوداود وصححه السيوطي.
والتفريق بين الزوجين من الأعمال التي يفرح بها الشيطان، ففي صحيح مسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت، فيلتزمه.
ولا يلزمك التنازل عن حقك في الميراث لترضي أمك، فإن رأيت التنازل عنه فالأمر إليك, ولا نحب أن تفعلي ذلك إلا بمشورة زوجك ورضاه .
والله أعلم .