الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقصة لدغ الحية لأبي بكر رضي الله عنه في الغار ذكرها المناوي في فيض القدير دون ذكر سند, وأوردها علاء الدين في كنز العمال أيضا , وكذا السيوطي في الدر المنثور, وابن كثير في البداية والنهاية وقال: أخرج البيهقي في الدلائل عن عمر: أن أبا بكر جعل يمشي بين يدي رسول الله تارة وخلفه أخرى وعن يمينه وعن شماله, وفيه أنه لما حفيت رجلا رسول الله حمله الصديق على كاهله, وأنه لما دخل الغار سد تلك الأجحرة كلها وبقي منها جحر واحد فألقمه كعبه فجعلت الأفاعي تنهشه ودموعه تسيل، فقال له رسول الله: لا تحزن إن الله معنا. قال ابن كثير: وفي هذا السياق غرابة ونكارة.
ولم نقف -فيما اطلعنا عليه- على من ذكر تلك القصة بسند صحيح أو مقبول فهي ضعيفة, وقد ثبت في فضل أبي بكر رضي الله عنه وحسن صحبته للرسول صلى الله عليه وسلم في الغار وغيره بالأسانيد الصحيحة ما فيه غنية عن ذلك. وانظر الفتوى رقم: 17558.
والله أعلم.