الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ففي الحديث: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه, إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.
فينبغي للفتاة إذا تقدم لها من ترضى دينه وخلقه أن لا ترده ، لأن في رده وعدم قبوله فساد في الأرض ، كما في الحديث ، وهذا ما زينه الشيطان وأولياؤه في هذا الزمان لكثير من البنات وأهلهن من رد الخاطبين المرضيين دينا وخلقا بحجج واهية؛ مثل: إكمال الدراسة ، والعمل ونحو ذلك ، في حين أن الزواج لا يتعارض مع هذا ، مع ما فيه من غض للبصر وإحصان للفرج ، والسكن والراحة النفسية ، وسلامة المجتمع من شرور كثيرة .
وإذا كان مقصود السائل : رفض الفتاة الرجل من أجل عمله ، بأن يكون عمله دون المستوى المطلوب ، فالمهنة لا اعتبار لها في الكفاءة في النكاح على الراجح ، وإنما الكفاءة في الدين والخلق؛ كما تقدم في الحديث وهو ما بيناه في الفتوى رقم :52009 ، 19166، فصاحب الدين والخلق لا يرد لأجل مهنته ووظيفته ، هذا ما ينبغي للفتاة ، لكن لا تأثم إذا هي ردته خاطبا ولو كان مرضيا دينا وخلقا لأن الأمر بتزويجه الوارد في الحديث محمول على الندب .
والله أعلم .