الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن الواضح أن هذا الشاب قد وقع في حبال العشق وفي شباك الغرام, عافانا الله والمسلمين، فما الذي أوقعه في هذا؟ وكيف؟ سؤال نوجهه لك أيتها الأخت الفاضلة، وستعرفين جوابه من خلال الجواب على هذا السؤال:
هل التزمت بضوابط عمل المرأة المسلمة خارج بيتها؟ ومن ذلك الحجاب الشرعي الكامل الساتر؟ هل التزمت بضوابط تعامل المرأة المسلمة مع الرجال الأجانب وفي كلامها معهم؟ ومن ذلك عدم الخضوع في القول وعدم الكلام معهم إلا لحاجة.
فإن كان الجواب بنعم، ونحن نستبعد ذلك، لأن الالتزام بما ذكر لا يقع معه ما ذكرت من حال هذا الشاب، وتعلقه بك، نقول: إن كان الجواب بنعم فلا إثم عليك، وليس عليك إلا التمسك بما أنت عليه من الالتزام والبعد عن هذا الشاب، وإخباره بعدم موافقة أهلك عليه.
وإن كان الجواب بلا، أو بين بين، فأنت تتحملين كفلا ونصيبا مما يعانيه هذا الشاب من هذا المرض، وتسميتنا له مرض ليس على سبيل المبالغة بل هو مرض حقيقي, بل هو من أشد الأمراض قال عنه ابن القيم رحمه الله: هذا مرض من أمراض القلب، مخالف لسائر الأمراض في ذاته وأسبابه وعلاجه، وإذا تمكن واستحكم، عز على الأطباء دواؤه، وأعيى العليل داؤه. انتهى كلامه
وما يتوجب عليك فعله هو ما يلي:
أولا: التوبة إلى الله مما صدر منك من كل قول وفعل محرم أدى إلى إصابة الشاب بما أصيب به.
ثانيا: الالتزام بضوابط عمل المرأة وخروجها من البيت، وقاية للآخرين من أن يصيبهم ما أصاب الشاب المذكور، وكنوع من العلاج لهذه الشاب. وراجعي في هذه الضوابط الفتوى رقم: 3859 .
ثالثا: مصارحة الشاب بأن أهلك لن يقبلوا به زوجا لك، وأن عليه اليأس من هذا الموضوع، ويمكنه أن يجرب ليتأكد بالذهاب لطلب يدك.
أما الشاب فنصيحتنا له: أن خير علاج له الزواج فهذا خير دواء، وإذا لم يمكن فعليك أن تقطع طمعك فيها بحسام اليأس فإن النفس متى يئست من الشيء استراحت منه ولم تلتفت إليه، فإن لم تستطع ذلك، فانظر بقية الأدوية المذكورة في الفتوى رقم: 9360 . لعلاج العشق كما قرره الإمام ابن القيم رحمه الله. ومما ينصح به الشاب ترك هذا العمل حتى يساعده ذلك على النسيان.
والله أعلم.