الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقول هذا الرجل لمن لم يجد مكاناً صل على النبي صلى الله عليه وسلم وستجد مكاناً فيه تفصيل، وهو أنه إن كان يقصد بذلك أن من صلى على رسول الله قد يسهل الله له مكاناً فلا شيء في ذلك، فعن أبي بن كعب قال: قلت: يا رسول الله، إني أكثر من الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئت، قال: قلت: الربع؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قال: قلت: فالثلثين؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذن تكفى همك ويغفر لك ذنبك. رواه الترمذي والحاكم في المستدرك.
إلا أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في هذا كسائر ذكر الله ودعائه، ولا يختص ذلك بها بحيث يعتقد أن لها خصوصية في تحقيق ذلك، كما لا يلزم في ذلك تحقق ما يريده القائل، فقد يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يدعو الله ولا يتحقق له ما يريد لمانع من إجابة دعائه أو لحكمة يعلمها الله تعالى، وإن كان يقصد أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يوفر لمن صلى عليه ذلك المكان بذاته فهذا ضلال مبين وشرك والعياذ بالله.
وليس لهذا الرجل أن يرفع صوته في الخطبة بترديد الآيات التي يقرأها الخطيب لأن ذلك يشوش على الناس ويشغله عن الخطبة ويزيد الأمر سوءاً إذا كان مرائياً في ذلك قاصداً إعلام الناس بحفظه للقرآن.
والمطلوب أن تنصح هذا الشخص بالرفق واللين عسى الله أن يهديه، وسكوتك عما حصل منه خطأ منك ينبغي أن تستدركه بنصحه مرة أخرى إذا رأيت ذلك منه، بشرط أن يكون ذلك في وقت غير الوقت الذي يخطب فيه الإمام.
والله أعلم.