الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الكذب خصلة دنيئة مذمومة شرعا وعادة ولا يطبع عليها مؤمن قط لما في المسند : يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب . وقد ورد في غير المسند بألفاظ أخرى . لذا فقد رغب الشارع الحكيم في الصدق وحذر من الكذب أي تحذير ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : عليكم بالصدق, فإن الصدق يهدي إلى البر, وإن البر يهدي إلى الجنة, وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا. وإياكم والكذب, فإن الكذب يهدي إلى الفجور, وإن الفجور يهدي إلى النار, وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا . ولكن هنالك بعض الحالات التي رخص أهل العلم فيها بالكذب لدرء مفسدة أعظم أو لإصلاح ذات البين وقد بيناها مفصلة في الفتويين : 7432 / 7758 ، وهنا نقول إذا كان كذبك على أبيك لدفع مفسدة أعظم كهجره أو غضبه جاز لك أن تكذب عليه من باب أن الضرورات تبيح المحظورات لقول الله تعالى :وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ { الأنعام 119 } والأولى أن توري وتعرض بما يوهمه صدقك ويرضيه, وفي المعاريض مندوحة للمسلم عن الكذب. وراجع الفتاوى التالية :4512 / 1126 / 1824 / 30312 .
والله أعلم .