الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالإجارة لا بد فيها من تحديد زمن تنتهي إليه حتى تخرج عن الجهالة والغرر الذي يؤدي إلى التشاحن والنزاع, وإذا لم يحدد لها زمن بأن اتفق المتعاقدان أن كل شهر أو سنة مثلا سكنه المستأجر فللمالك مقابلة كذا وكذا كانت نوعا من الإجارة يسمى مشاهرة وهو غير لازم لأحد الطرفين بل هو منحل من جهتهما, فأيهما أراد فسخ العقد فله ذلك ما لم يدفع المستأجر الأجرة أو يبدأ في الشهر أو السنة, كما أن المستأجر ليس له أن يغير شيئا من البنيان المستأجر إلا بإذن من المؤجر.
وعليه؛ فمن حقكم أن تمنعوا عمكم من تحويل العيادة إلى مصلى, كما لكم أن تحلوا عقد الإجارة بينكم وبينه, طالما أن العقد بينكم وبينه كان عقد مشاهرة. ولكن الرأفة به والرفق مطلوبان لما له من رحم . والأحسن أن توسطوا أهل الفضل والصلاح بينكم وبينه ليقبل المكان الذي ذكرت أنه أفضل بكثير من العيادة .
واعلم أن حق العم عظيم جدا والله تعالى قد سماه أبا؛ كما في قوله تعالى :أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ { البقرة: 133 } وإسماعيل كان عم النبي يعقوب عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام. وفي حديث مسلم : عم الرجل صنو أبيه . ومعنى صنو أبيه: مثل أبيه فيما له من البر والإحسان .
والله أعلم.