الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا نشكركم على انتصاركم للنبي صلى الله عليه وسلم وامتعاضكم من تطاول فسدة العقول على شخصيته الكريمة، ومن المعلوم أن من آذى النبي صلى الله عليه وسلم توعده الله تعالى باللعن والعذاب الأليم، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا {الأحزاب:57}
واما كلامهم في زواج النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة فإنه قد تزوجها وعقد عليها في الصغر وهي بنت ست سنين بإذن أبيها ولكنه لم يدخل بها حتى كبرت وبلغت سن المحيض وشبت شبابا حسنا، وكانت عائشة تفخر بزواجه منها وهي بكر، وهذا يدل على أنه لم يدخل بها حتى أصبحت في مرحلة تطيق فيها الاتصال الجنسي كما بينا في الفتوى رقم:13991، والفتوى رقم:65033، والفتوى رقم:18970، والفتوى رقم:41182، ولا يناقض هذا كون البكر قد تتألم في جماعها الأول قبل زوال عذارتها، فإن هذا أمر يحصل للأبكار ولو تجاوزن عشرين سنة.
وأما سيدتنا مارية رضي الله عنها فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستمتع بها لأنها مملوكته أهداها له ملك مصر المقوقس، وقد غارت حفصة منها لما وجدتها معه في بيتها، ومن الطبيعي غيرة النساء على من أحببنه ورغبتهن أن لا يشاركهن أحد فيه، وأولى الناس بأن يغار عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن اعتذاره صلى الله عليه وسلم لحفصة لا يفيد أنه أخطأ في الأمر، وإنما هو مظهر من مظاهر حسن أخلاقه صلى الله عليه وسلم، ولا حرج عليه شرعا ولا عرفا في الاستمتاع بما ملكت يمينه من النساء، لقوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها:3729، 8218، 6665.
والله أعلم.