الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يفرج همك وأن يحقق لك بغيتك في الزواج من هذا الرجل إن كان في زواجك منه خيراً لك، واعلمي أنه لا يجوز للمرأة أن تكون على علاقة عاطفية مع رجل أجنبي عنها، فإن هذا أمر لا يقره الشرع، فالواجب عليك التوبة.
ولا ريب أن الزواج من أفضل ما يعالج به المرء مثل هذه العلاقة، فقد روى ابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح. ولا ينبغي لوالديك أن يرفضا زواجك من هذا الرجل بدعوى صغر سنك، خاصة وأن الأمر ليس كذلك -أو بدعوى إكمال الدراسة- والزواج قد لا يحول بينك وبين إكمالها، وأما كونك ستكونين بعيدة عنهم فهذه قد تكون محل اعتبار، إلا أنها غير كافية لرد هذا الفتى إن كان كفؤاً وذا دين وخلق.
وعلى كل فإن استطعت إقناع والديك بالموافقة على الزواج من هذا الرجل، ويمكنك أن تشفعي إليهما بالمقربين منهما ومن له تأثير عليهما، فإن وافقاً فبها ونعمت، وإلا فلا يجوز لك الزواج منه بغيرهما، فطاعتك لهما في المعروف واجبة، وزواجك من هذا الرجل بعينه ليس بواجب عليك، فلا ذنب عليك في كونه يعيش وحيداً ولم يتزوج منك، فالواجب عليك صرف قلبك عنه، وعدم شغل نفسك بالتفكير فيه، ولعل الله يبدلك من هو خير منه بسبب تقديمك لطاعة والديك على ما تحبين وتهوين.
والله أعلم.