الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن وجودك في هذا البلد الذي تذكر من حاله فشو المنكرات ومحادة الله ورسوله لا يجعلك في عداد المؤاخذين بذلك ما دمت كارهًا مبغضاً له، لحديث: ستكون عليكم أئمة تعرفون منهم وتنكرون، فمن أنكر بلسانه فقد برئ, ومن كره بقلبه فقد سلم, ولكن من رضي وتابع. رواه أبو داود.
فمن أنكر المنكرات حسب استطاعته فقد سلم من تبعتها، أما حكم عملك في هذه الشركة فيجب أن يكون حسب الضوابط الشرعية، فلا يجوز لك الخلوة مع مديرتك تحت حجة العمل، كما يجب عليك غض بصرك عن المحرمات فيها، وإذا كان الوقوع في هذه المحذورات ملازماً لهذا العمل فلا يحل لك أن تستمر فيه، ما لم تكن مضطراً إلى ذلك، فإذا كنت مضطراً جاز لك أن تبقى فيه إلى حين وجود وسيلة تخرجك من حيز الاضطرار عملاً بقاعدة (الضرورة تقدر بقدرها).
وأما مسألة لبس القميص في العمل فإنه لا يجب عليك أن تلبس ذلك في العمل أو خارجه، فالمسألة أهون مما تتصور، وينبغي أن تلبس من الألبسة ما يناسب عملك ما لم يكن فيها كشف لعورة أو نحو ذلك، وكذلك لا تؤاخذ بإنزال الشركة لمرتبك في البنك الربوي، إذا لم يكن لك حيلة في ألا تنزله هناك.
والله أعلم.