الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالشعور بالخطأ بداية الطريق إلى الصواب ، والإحساس بالذنب أول خطوة إلى التوبة ، ويعقب هذا الشعور والإحساس خطوات أخرى ، حتى تثبت القدم على طريق التوبة والاستقامة ، والرشاد والعودة إلى الله ، وإليك بعضا من هذه الخطوات :
فأولا : اقطع هذه العلاقة غير المشروعة مع هذه الفتاة ، وتب إلى الله منها ، واحذر من تكرارها مع غيرها ، ولا ترضى للناس ما لا ترضاه لنفسك ، فهل ترضى هذا لأختك أو إحدى محارمك ؟ .. فالناس لا يرضونه !
ثانيا : اعلم أن الخطأ والذنب ، لا يسلم منهما أحد ، ولكن خير الخطائين التوابون ، فلا تحكم على الفتاة بأنها غير عفيفة بمجرد هذه الزلة الناشئة عن ضعف بشري ، وإنما انظر إلى غالب حالها ، فإن كان غالب حالها الصلاح وللدين في حياتها نصيب فلا حرج من أن تكمل معها وترتبط بها .
ثالثا : اجعل الدين نصب عينيك في اختيار شريكة الحياة ، فذات الدين تسرك إذا نظرت وتطيعك إذا أمرت ، وتحفظك في غيبتك ، وهذا ما تصبو إليه وما تسأل عنه ، وهي علاجك من وسوستك ، وشفاؤك من شكوكك ، فاظفر بها ، كما أن التوبة والاستخارة قبل الإقدام على العمل تبعد عنك هذه الشكوك إن شاء الله ، وتجعلك أكثر ثقة في اتخاذ القرار ، والخلاصة : أن إصلاح الخطأ حقيقة يكون بالتوبة إلى الله عز وجل مما سبق من المخالفات ، وأنه لا حرج عليك أن تتزوج بهذه الفتاة إذا علمت من حالها عدم الإصرار على المعصية، وأنما وقع منها زلة .
وفقك الله لما يحبه ويرضاه .
والله أعلم .