الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن لم تصم ما فات عليها من رمضان بسبب الحيض والنفاس حتى دخل عليها رمضان القابل، إن كان التأخير لغير عذر فقد عصت الله تعالى بتأخير القضاء إلى رمضان، فعليها أن تتوب إلى الله تعالى، ويجب عليها قضاء تلك الأيام إن كانت تستطيع الصيام مع كفارة التأخير، وقدرها: مد من طعام عن كل يوم، وهو ما يعادل 750 جراماً تقريبا عن كل يوم، لأن الواجب على من فاته شيء من صيام رمضان ألا يؤخر قضاءه، فإن أخره من غير عذر حتى دخل رمضان آخر آثم ولزمه مع القضاء كفارة، ولا تتعدد الكفارة بتعدد التأخير؛ كما أسلفنا في الفتوى رقم: 19829.
وأما إن كان التأخير لعذر كالمرض، فإن كان يرجى برؤه، فإنه يجب القضاء بعد زوال المرض، لقوله تعالى: وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ {البقرة:185}، ولا إطعام في هذه الحالة ولا كفارة، وإذا كان المرض مزمناً لا يرجى برؤه، فالواجب الإطعام فقط، وللمزيد من الفائدة والتوضيح يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 28753.
والله أعلم.