الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن شهادة الزور من أكبر الكبائر, وكذلك الحلف على الكذب وهو اليمين الغموس ، ويكفي هذه الجرائم عظما أنها قرنت بالإشراك بالله تعالى وبقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ألا أنبئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله, وعقوق الوالدين, وكان متكئا فجلس فقال: وشهادة الزور, ألا وقول الزور, فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت. وقال صلى الله عليه وسلم : الكبائر: الإشراك بالله, وعقوق الوالدين, وقتل النفس, واليمين الغموس.
ويكون الأمر أشد إذا كان في الشهادة واليمين الكاذبة اقتطاع حق لمسلم, ولذلك فإن على من تعمد شهادة الزور, وفرق بها بين زوجين أن يبادر بالتوبة النصوح إلى الله تعالى, وأن يكذب نفسه أمام من شهد عندهم بذلك, وأن يستسمح من وقع عليه منه ضرر, ولا تتم توبته إلا بذلك. وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية : 1224 ، 30557 .
والله أعلم .