الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الأصل أن يرد المسلم المعروف بالمعروف كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: من استعاذكم بالله فأعيذوه، ومن سألكم بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن أتى إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه. رواه أحمد وأبو داود.
فهذه الأخلاق وأمثالها هي ما ينبغي أن يتعامل به المسلم مع إخوانه، ولعل هذه الأخت التي لا تقابل ما يقدم إليها من الإحسان بالشكر والدعاء..... لعل ذلك عائد إلى طبيعتها، فمن الناس من يكون قليل الكلام بطبيعته،
وما دامت صديقتك متحجبة ومقيمة للصلاة فينبغي أن تظني بها أحسن الظن وتلتمسي لها أحسن المخارج.
ويمكن أن تتهمي نفسك بأنك مقصرة معها أو مع غيرها أو في أمر من الأمور، فالإنسان محل نقصان وعيوبه غائبة عنه، ولا مانع من مصارحتها بهدوء ومودة، فلعل عندها عذرا فيما تفعل، والأصل أن يعامل المسلم إخوانه جميعا على حد السواء وأن يكافئ من يستحق ويرد المعروف بمثله أو أحسن منه على من أسدى إليه معروفا.
وأما التوسط والاعتدال في الأمور التي ذكرت وفي غيرها بل وفي الحياة كلها حتى في العبادة فهذا هو منهج الإسلام وميزة هذه الأمة كما قال تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً{البقرة: 143}
وعن الاعتدال في المحبة يقول صلى الله عليه وسلم: أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما. رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني.
وقد وردت نصوص كثيرة من الوحي تدل على هذا المعنى لا يتسع المقام لذكرها نرجو أن تطلعي عليها في محلها.
والله أعلم.