الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أحسنت فيما ذكرت من حرصك على موافقة الشرع وعدم الرغبة في الوقوع في الحرام، وهذا من شأن المؤمنة، واعلمي أن للنكاح الصحيح شروطا لا بد من توفرها، ومن أهمها وجود الولي والشهود، فلا يجوز للمرأة أن تزوج نفسها بل لا بد من وجود وليها وإلا كان النكاح باطلا، روى أبو داود والترمذي وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة نكحت بغير إذن مواليها فنكاحها باطل ثلا ث مرات وبهذا تعلمين أن ما حدث بينك وبين هذا الشاب من إيجاب وقبول لا يعتبرصحيحا هذا من جهة، ومن جهة أخرى لا يجوز للمرأة المسلمة أن تتزوج من رجل يعتقد عقائد مكفرة كسب الصحابة واعتقاد أنهم قد ارتدوا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قليلا منهم ونحو ذلك من هذه العقائد الفاسدة، فكيف ترضى مؤمنة أن تعاشر رجلا هذا حاله , وعلى كل حال فالواجب عليك الإعراض عن الزواج منه وطاعة أهلك ولعل الله تعالى يبدلك من هو خير منه، قال تعالى : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ { الطلاق: 2-3 } وقال سبحانه :وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ { البقرة :216 } .
والله أعلم.