الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالزواج مأمور به شرعا ولا ينبغي تأخيره إذا حان وقته لا سيما إذا توفرت أسباب النكاح من القدرة عليه، فقد جاء في الحديث: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج . متفق عليه، وحيث إن لديك عملا وتمتلك منزلا ونفسك تتوق للزواج ووجدت الفتاة ذات الدين التي أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالظفر بها والفوز بها فتوكل على الله وتقدم لخطبتها، وأما قول والدك إن الأمر مازل مبكرا فهذا غير صحيح وقد بلغت هذا السن، وقوله حتى تجد وظيفة تضمن مستقبلك فجوابه أن هذا لا يتعارض مع الزواج، فالزواج لن يمنعك من البحث عن الوظيفة أو السعي لتحسين مستواك المادي، واحرص على رضا والدك بما ستقدم عليه، ولتذكر له حاجتك إلى الزواج وأهميته بالنسبة لمن في عمرك حتى يرضى، وهذا هو أهم شيء، ثم إن أعانك على الزواج فهذا خير وبركة، وإن لم يعنك فاستعن بالله عزوجل وبما لديك من إمكانيات، واعلم أن الله في عون العبد ما دمت تسعى لإحصان فرجك ، وانظر الفتوى رقم:17288 .
وأما وجوب تزويج الأبناء على الآباء فهو محل خلاف بين العلماء وسبق بيانه في الفتوى رقم: 23574 وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى .
والله أعلم.