الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالورثة لا يستحقون شيئاً من مال مورثهم إلا بعد قضاء ديونه ولو أتى الدين على جميع ماله، ولهذا فكان من واجبكم أن تقضوا عن تلك المتوفاة ديونها مما تركت من المال، وأن تبادروا بذلك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه. رواه الترمذي وغيره، واعلم أن جميع ما ذكرته ليس فيه ما يسوغ رفض قضاء الدين الذي على زوجتك قبل قسم التركة.
وعلاج الزوجة رغم اتفاق الفقهاء على عدم وجوبه على الزوج، إلا أنه من باب العشرة بالمعروف والإحسان والأخلاق أن يقوم الرجل بذلك، لأن فعل ذلك مع إنسان آخر محمود شرعاً، فكيف به مع الزوجة التي هي أولى الناس بخير زوجها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي عن عائشة وصححه الألباني.
وتنازل زوجتك لأمها عن نصيبها من متروك أبيها يعتبر هبة منها لذلك المتروك، فإن كانت فعلته قبل مرضها، وفي زمن مضي تصرفاتها فقد ملكته الأم بذلك، وليس للورثة بعد ذلك أن يحاسبوها به، كما أن امتلاكها لرصيد لا بأس به في البنك لا يسوغ منعها من الدين الذي لها على ابنتها، ولو كانت تستفيد منه أرباحاً شهرية، مع أن الإيداع في البنك بفوائد يعتبر ربا صريحاً، والخلاصة أن هذا الدين يجب قضاؤه من تركة الزوجة قبل قسمتها، طالما أن الأم لا تتنازل عنه.
والله أعلم.