الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد وردت جملة من الآثار في ذلك بعضها مرفوع وبعضها موقوف وكلها ضعيفة لا يصح منها شيء كما قال القاري في الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة . ومن تلك الآثار ما أخرجه أحمد في مسنده عن أنس رضي الله عنه قال : بينما عائشة في بيتها إذ سمعت صوتا في المدينة فقالت ما هذا، قالوا عير لعبد الرحمن بن عوف قدمت من الشام تحمل من كل شيء، قال فكانت سبعمائة بعير، قال فارتجت المدينة من الصوت، فقالت عائشة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قد رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا، فبلغ ذلك عبد الرحمن بن عوف فقال: إن استطعت لأدخلنها قائما فجعلها بأقتابها وأحمالها في سبيل الله عز وجل . قال شعيب الأرناؤوط : حديث منكر باطل
ومنها أيضا ما ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول من يدخل الجنة من أغنياء أمتي عبد الرحمن بن عوف ، والذي نفسي بيده لن يدخلها إلا حبوا . رواه البزار وفيه أغلب بن تميم وهو مجمع على ضعفه . وعن عبد الرحمن بن عوف قال : أريت الجنة فإذا هي لا يدخلها إلا المساكين ، فدخلت معهم حبوا ، فلما استيقظت قلت : إبلي التي أنتظرها بالشام وأحمالها في سبيل الله حتى أدخلها معهم ماشيا . رواه البزار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو مجمع على ضعفه . انتهى من مجمع الزوائد.
وخلاصة القول أنه لم يصح شيء في كون عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه لا يدخل الجنة إلا حبوا ، قال الهيثمي بعد أن ساق تلك الآثار : وقد شهد عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بدرا والحديبية وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة وصلى خلفه .
والله أعلم .