الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الواجب على المسلم أن يتحرى الحلال في معاملاته كلها وأن لا يقدم على أي نشاط لا يعرف أهو حلا ل أم حرام حتى يسأل أهل الذكر عنه كما قال تعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {النحل:43 }، والواجب على من تعامل معاملة محرمة أن يتوب إلى الله عز وجل وينزع عن هذه المعاملة فورا إن استطاع، وإذا تحصل بيده شيء من المال الحرام الناتج عن الاستثمارات المحرمة ونحوها فيجب عليه التخلص منه بصرفه في مصالح المسلمين العامة مثل دور الأيتام والمرضى، وكذلك إنفاقه على الفقراء والمساكين .
أما استعماله في مصلحة نفسه ومن ذلك ما يريد الأخ السائل فعله من تسديد عمولة التحويل من هذا المال فلا يجوز لأن هذا المال لا يملكه حائزه، ومصرفه مصالح المسلمين العامة كما مر، وقد تقدم بيان ذلك في الفتوى رقم : 679 ، وفي حالة واحدة يجوز لحائز المال الحرام الانتفاع به، وذلك في حالة ما إذا كان فقيرا محتاجا فله أن يأخذ من هذا المال بقدر حاجته .
وأما عن طلب السائل إرشاده إلى سبل الاستثمار الحلال فنقول إن عملنا في هذا الموقع هو الإجابة على أسئلة الناس الشرعية، وأما ما سأل عنه فلا نملك إفادته بشيء، ولكن أسباب الرزق الحلال كثيرة، المهم أن يتحرى ويسأل عن مشروعيتها قبل الدخول فيها .
والله أعلم .