الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا لم نجد ما يدل من ناحية الشرع ولا من ناحية الواقع على هذا الأمر, بل إن الشرع يدل على أن الولد يشبه من سبق ماؤه للرحم عند الاتصال بين الأبوين، ويدل ذلك ما في حديث البخاري أن اليهود سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن أشياء ومنها وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه فأجابه بقوله: وأما الولد فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد, وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزعت الولد. وراجع الحديث كاملا في الفتوى رقم: 35043.
وأما الواقع فنحن نرى الآن كثيرا من الأولاد لا يشبهون آباءهم, وقد روى الإمام أحمد في المسند والبخاري في الصحيح عن عقبة بن الحارث قال: خرجت مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه من صلاة العصر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بليال وعلي عليه السلام يمشي إلى جنبه فمر بحسن بن علي يلعب مع غلمان فاحتمله على رقبته وهو يقول:
وا بأبي شبه النبي * ليس شبيها بعلي
قال: وعلي يضحك. ومن المعلوم أن الحسن رضي الله عنه هو الولد الأول لعلي رضي الله عنه, وقد ثبت أنه كان أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم منه بعلي, والنبي صلى الله عليه وسلم جده من أمه وكانت فاطمة رضي الله عنها شبيهة بالنبي صلى الله عليه وسلم.