الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن كل من في هذه الحياة الدنيا يبتلى, ولكن الفرق بين المؤمن وغيره هو أن المؤمن يرضى بقضاء الله وقدره, فإن يصبر ويحتسب الأجر عند الله تعالى كان على خير عظيم. والمصائب التي تصيب المؤمن لا يلزم أن تكون عقابا على ذنوب أتاها, إذ قد يكون ذلك مجرد ابتلاء, ولو قدر أن كان عقابا فإن المصائب مكفرات للذنوب. فالمؤمن على خير دائما فدع عنك الوساوس واستأنف أمور معاشك ومعادك كأن شيئا لم يكن. وراجع الفتوى رقم: 5249 .
وأما بخصوص الطلقة التي ذكرت أن المفتي قد أفتاك بعدم وقوعها فإن كان الحال ما ذكرت فمن أفتاك جهة معتبرة يؤخذ بقولها فلا تلتفت إلى هذه الوساوس, واستأنف حياتك مع زوجتك وأحسن عشرتها وكن على حذر من جعل التلفظ بالطلاق وسيلة لما قد يطرأ من مشاكل في حياتكما الزوجية .
وأما وقوع الطلاق البدعي أو عدم وقوعه فمحل خلاف بين العلماء وقد سبق أن ذكرنا الخلاف فيه بالفتوى رقم: 8507 ومن ذهب إلى عدم وقوعه علماء أجلاء فمن تبين له رجحان قولهم فذهب إليه أو ذهب إليه تقليدا لمن أفتاه به من العلماء فله المصير إليه والعمل به .
والأصل في الدواء أنه لا تأثير له في زيادة الإيمان أو نقصانه إلا أن يكون ذلك من سبيل غير مباشر كأن يكون الدواء سببا في الشعور ببعض الفتور في البدن فيترتب عليه عدم النشاط في العبادة والطاعة والتي هي سبيل لزيادة الإيمان. وينبغي على كل حال أن تجتهد في تزكية نفسك. وراجع في وسائل تقوية الإيمان الفتوى رقم:10800 , وراجع في سبيل علاج الوسواس الفتوى رقم:10973 . وننبهك إلى عدم الالتفات إلى ما ذكرت أنك تحس به من شعور بأنك لك شأن عظيم وأنك ستكون خليفة المسلمين .... إلخ فإن هذه مجرد وساوس يجب عليك مدافعتها إن طرأت عليك, فالاسترسال معها قد تترتب عليه عواقب غير حميدة, وفوض أمرك لله تعالى, وما قدر سيكون .
والله أعلم.