الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج في قراءة الآيات المتفرقات لأجل الرقية والتحصن بها أو الاستدلال وغير ذلك مما هو جائز لأن النبي صلى الله عليه وسلم رغب في قراءة آية الكرسي والآيتين من آخر سورة البقرة والإخلاص والمعوذتين وغيرها, مما هو وارد عند النوم وبعد السلام من الصلاة ونحو ذلك, وهي آيات متفرقات وهذا يدل على جواز طباعة الكتب المذكورة لأجل ذلك الغرض, ويدل لجواز ذلك أيضا ما جاء في مجمع الزوائد: عن أبي بن كعب قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال: يا نبي الله إن لي أخا وبه وجع قال: وما وجعه؟ قال: به لمم. قال: فائتني به فوضعه بين يديه فعوذه النبي صلى الله عليه وسلم بفاتحة الكتاب وأربع آيات من أول سورة البقرة وهاتين الآيتين: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ {البقرة:163} وآية الكرسي وثلاث آيات من آخر سورة البقرة وآية من آل عمران:شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ {آل عمران:18} وآية من الأعراف:إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ { الأعراف :54} وآخر سورة المؤمنين:فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ { المؤمنون:116} وآية من سورة الجن:وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا {الجن :3} وعشر آيات من أول الصافات وثلاث آيات من آخر سورة الحشر وقل هو الله أحد والمعوذتين فقام الرجل كأنه لم يشتك قط . رواه عبدالله بن أحمد وفيه أبو جناب وهو ضعيف لكثرة تدليسه وقد وثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح .
لكن لا بد من الفصل بين الآية والآية بما يفيد عدم التأليف والترتيب لئلا يظن القارئ أنها آيات من سورة واحدة فيقرأها كأنها سورة واحدة فيقع المحظور. قال السيوطي في الإتقان: وقد نقل القاضي أبو بكر الإجماع على عدم جواز قراءة آية آية من كل سورة. قال البيهقي وأحسن ما يحتج به أن يقال إن هذا التأليف لكتاب الله مأخوذ من جهة النبي صلى الله عليه وسلم وأخذه عن جبريل فالأولى للقارئ أن يقرأه على التأليف المنقول وقد قال ابن سيرين تأليف الله خير من تأليفكم . انتهى
والله أعلم.