الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه العبارة يطلقها العامة ويقصدون بها في الغالب معنى صحيحا, وهو أنه لا يشرع الحياء في معرفة الدين, ولا ينبغي أن يكون مانعا من السؤال عما يحتاج إليه الإنسان في دينه إذ لا حرج عليه في ذلك كما قالت عائشة رضي الله عنها: نعم النساء نساء الأنصار, لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين رواه مسلم.
وقد غلب على من يسأل في دينه عما يستحي منه أن يقدم لسؤاله بالعبارة السابقة - لا حياء في الدين - فهي كالاعتذار عن التقدم بهذا السؤال. وقد قدمت أم سليم بسؤالها عن حكم احتلام المرأة بقولها: إن الله لا يستحي من الحق. فلو استعيض عن قول القائل - لا حياء في الدين - بما قدمت به أم سليم لكان أولى, كما أن إطلاق لا حياء في الدين قد يفهم منه أن الحياء ليس من الدين وذلك ليس بصحيح, بل الحياء شعبة من الإيمان كما بينا في الفتوى رقم:5173 . وما دامت تلك العبارة موهمة لمعنى غير صحيح فالأولى تركها .
والله أعلم.