الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث الذى سألت عنه أخرجه الحاكم في المستدرك موقوفا:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أنه قرأ إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا، فقال: اتخذوا عند الرحمن عهدا فإن الله يقول يوم القيامة من كان له عندي عهد فليقم، قال فقلنا فعلمنا يا أبا عبد الرحمن، قال قولوا: اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا بأني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك فإنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعله لي عندك عهدا توفيته إلى يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد. قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي في التلخيص : صحيح .
وأخرجه الإمام أحمد في المسند بلفظ آخر مرفوعا عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا أني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك فإنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعل لي عندك عهدا توفينيه يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد إلا قال الله لملائكته يوم القيامة إن عبدي قد عهد إلي عهدا فأوفوه إياه فيدخله الله الجنة، قال سهيل فأخبرت القاسم بن عبد الرحمن أن عونا أخبر بكذا وكذا، قال ما في أهلنا جارية إلا وهي تقول هذا في خدرها. اتنهى.
وفى تخريج مسند الإمام أحمد:
قال شعيب الأرناؤوط: رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود لم يسمع من عبد الله بن مسعود. وأورده الهيثمي في المجمع وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن عون بن عبد الله لم يسمع من ابن مسعود انتهى
وعليه فالحديث كما رأيت روي موقوفا ومرفوعا ، فأما الموقوف فصحيح وأما الرواية المرفوعة ففيها علة عدم سماع عون بن عبد الله من ابن مسعود.
والله أعلم .