الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أحسنت في حرصك على بر والدك والعمل على إرضائه، فإن في رضا الوالد في المعروف رضا الله سبحانه وتعالى . روى الترمذي من حديث عبدالله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضا الرب في رضى الوالد وسخط الرب في سخط الوالد. وفي الترمذي أيضا من حديث أبي الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه. ومع هذا فإن قول أبيك يا بني إن الأرض أرضك ولك الحرية في أن تفعل بها ما تشاء هو في الحقيقة صريح في أنه يأذن لك في أي تصرف تريد أن تفعله بتلك الأرض، فإذا بعتها أو استبقيتها فليس في أي من ذلك عقوق لأبيك، والذي نشير إليك به هو أن تسأل أهل الخبرة فيما إذا كان بيع تلك القطعة أفضل أم تركها، وعلى تقدير بيعها فالذي نشير به هو أن تجعل ثمنها في بيت تسكنون فيه أو في أرض أخرى، وألا تجعله في غير ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من باع دارا أو عقارا ولم يجعل ثمنه في مثله كان قمنا ألا يبارك فيه .
والله أعلم.