الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يعينك على طاعته ويزيدك حرصا على التمسك بدينه.
وقد سبق أن بينا حكم تداوي المرأة عند الطبيب الأجنبي وكشف الوجه وباقي البدن أمامه.
وذكرنا أن ذلك لا يجوز إلا في حالة الضرورة أو الحاجة التي تنزل منزلتها، وانظري تفاصيل ذلك وأدلته وأقوال أهل العلم حوله في الفتوى رقم: 35768، 55187. وما أحيل عليه فيهما.
وما دام ما وقع لك قد فات وليس بقصد ولا عمد منك فنرجو أن لا يكون عليك فيه إثم ولا حرج.
وقد قال الله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا] {الأحزاب:5} وعليك أن تأخذي درسا مما مضى وتحذري منه في المستقبل حسب وسعك واستطاعتك، وبعد اطلاعك على الفتاوى المشار إليها ومعرفة الحكم الشرعي وما يحل من ذلك وما يمنع....
وننبهك إلى أن من يقول إن الضرورات تبيح المحظورات قال قولا صحيحا، فهذه قاعدة فقهية من القواعد المتفق على صحتها، وهي مأخوذة من قوله تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {البقرة: 173} وفي الآية الأخرى:....... فإن الله غفور رحيم,.
ومثلها قاعدة الحاجة تنزل منزلة الضرورة عامة كانت أو خاصة.
والله أعلم.