هل تؤاخذ المرأة إذا رآى أجنبي وجهها بغير قصد منها

9-7-2006 | إسلام ويب

السؤال:
أنا امرأة أرتديت الحجاب كاملا مع غطاء الوجه منذ حوالي سبع سنين ولا أكشف وجهي أو حجابي إلا أمام المحارم، خضعت قبل أيام لعملية تنظيفات في الرحم وطبعا هذه العملية تحتاج إلى تخدير كامل ولا يوجد في ذلك المستشفى إلا طبيب رجل، وطبعا التي ستجري لي العملية طبيبة، كنت أعرف أنه ربما يدخل علي الطبيب ولكنني ظننت أن تنبهني الممرضات حتى أقوم بوضع حجابي خاصة أنني دخلت غرفة العمليات وأنا محجبة فصدمت أن يدخل الطبيب وأنا لا أرتدي إلا ثوب العملية والطاقية التي طبعا لا تغطي كما هو الحجاب وكنت في حالة خوف شديد من العملية وفي نفس الوقت مصدومة وشعرت أني لا أستطيع الكلام، المهم أن هذا الطبيب قام فقط بتخديري في يدي ثم خرج وأجريت لي العملية على يد الطبيبة وخرجت وبعد أن استفقت من التخدير أدركت ما حصل لي خاصة أنني عندما ولدت مولودي الأول لم أدع طبيبا يدخل علي وولدت بالحجاب كاملا وعلى يد طبيبة أيضا وكان في ذلك المستشفى الذي ولدت فيه نوع من الالتزام بحيث كان يوجد طبيبة تخدير وكان الممرضات ينبهن عند دخول أي طبيب، أما الأخير فلا فماذا أفعل وقد كشف حجابي رغما عني وأنا كنت في حالة خوف وارتباك شديدين وعلى وشك بدء العملية ؟؟؟!! أفيدوني بارك الله فيكم خاصة أن هذا الأمر يؤرقني جدا جدا خاصة أنني لست من اللواتي يتساهلن في أمر الحجاب ويقلن إن الضرورات تبيح المحظورات

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يعينك على طاعته ويزيدك حرصا على التمسك بدينه.

وقد سبق أن بينا حكم تداوي المرأة عند الطبيب الأجنبي وكشف الوجه وباقي البدن أمامه.

وذكرنا أن ذلك لا يجوز إلا في حالة الضرورة أو الحاجة التي تنزل منزلتها، وانظري تفاصيل ذلك وأدلته وأقوال أهل العلم حوله في الفتوى رقم: 35768، 55187.  وما أحيل عليه فيهما.

وما دام ما وقع لك قد فات وليس بقصد ولا عمد منك فنرجو أن لا يكون عليك فيه إثم ولا حرج.

وقد قال الله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا] {الأحزاب:5} وعليك أن تأخذي درسا مما مضى وتحذري منه في المستقبل حسب وسعك واستطاعتك، وبعد اطلاعك على الفتاوى المشار إليها ومعرفة الحكم الشرعي وما يحل من ذلك وما يمنع....

وننبهك إلى أن من يقول إن الضرورات تبيح المحظورات قال قولا صحيحا، فهذه قاعدة فقهية من القواعد المتفق على صحتها، وهي مأخوذة من قوله تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {البقرة: 173}  وفي الآية الأخرى:....... فإن الله غفور رحيم,.

ومثلها قاعدة الحاجة تنزل منزلة الضرورة عامة كانت أو خاصة.

والله أعلم.

www.islamweb.net