الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهنيئا لك على ما أعطاك الله من الالتزام والاهتمام بدعوة الناس إلى الله تعالى، فهذا هو واجب كل مسلم، فعلى المسلم أن يحرص على الاستقامة على الطاعة وان يدعو الناس إلى الله تعالى، وقد نوه الله تعالى بمن عمل ذلك ووعده الجزاء العظيم فقال: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) {فصلت:30- 33}
واعلم أن دعوة الحال مهمة جدا فدعوة المسلم باستقامته وأخلاقه لها دور عظيم ولكنها لا تغني عن دعوة الناس بالوحي المنزل من عند الله تعالى، وإنذارهم به فهو أعظم الوسائل لهداية الناس، فقد قال الله تعالى: قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالوَحْيِ {الأنبياء:45}، وقال: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا القُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ {الأنعام:19}، وقال: وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي {سبأ:50} وقال: وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا{الفرقان:52} فاحرص على القيام بالدعوة حسب المستطاع ولا تدع إلا بما علمت صحته، واحرص على اللطف والرفق واللين في أسلوبك ومعاملاتك للناس واستعذ بالله من كل ما يعوقك عن المواصلة واحرص على الاستزادة من العلم فهو رصيدك الذي تدعو به.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 31768، 60007، 18815، 17709.
والله أعلم.