الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من قدر على مساعدة شخص محتاج احتياجا يؤدي إلى هلاكه أو إتلاف عضو منه أو ما أشبه ذلك من الحاجة فإنه يأثم بترك مساعدته إذا تعينت عليه، فهو كمن يمنع فضل الماء بفلاة عن ابن السبيل.
وقد نص بعض أهل العلم على أن الترك بمنزلة الفعل على الصحيح.
قال العلامة الشيخ سيد عبد الله الشنقيطي في المراقي:
...... والترك فعل في صحيح المذهب
كما نصوا على وجوب إنقاذ الغريق وما أشبهه ولو لم يطلب ذلك.
أما إذا لم تتعين عليه المساعدة أو كان الشخص غير محتاج إليها احتياجا يؤدي إلى تضرره، فإن لم يساعده في هذه الحالة لا يأثم إن شاء الله تعالى.
ولا شك أن مساعدة المسلم من أعظم القربات وأفضل الطاعات وخاصة إذا طلبها أو ظهر احتياجه لها، ولو بادر الشخص بالمساعدة فلا شك أن ذلك أفضل، وهو من باب المسارعة إلى فعل الخير والمسابقة فيه كما قال الله تعالى: فاستبقوا الخيرات.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. رواه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم: خير الناس أنفعهم للناس. رواه الطبراني وصححه الألباني، وفي رواية: أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس.
وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلع على الفتويين: 53422، 74207.
والله أعلم.