الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولاً أن ننصحك بأن تبعد نفسك عما ذكرت أنك معروف به من الكبرياء، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار.
ثم اعلم أن صلة الرحم واجبة، وقطيعتها حرام، قال الله عز وجل: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ {محمد:22}، وقد حث الشارع على أن يصل المرء رحمه وإن قطعوه، وأن يعطيهم وإن منعوه، ففي الحديث: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها. رواه البخاري.
وقال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي. فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك. رواه مسلم. وغيره عن أبي هريرة، ومعنى تسفهم المل: أي تطعمهم الرماد الحار.
فصل إخوتك من أبيك ولو قطعوك، وابحث عن مكان أخيك من أمك لتصله، ويمكنك أن لا تطلع أمك على ما تريده من صلته، مع أنها لو اطلعت على ذلك وأرادت منعك منه، فلا يجوز أن تطيعها فيه، لأن طاعتها إنما تجب في المعروف، ونسأل الله العلي القدير أن يمن عليكم بالتعاطف والتواصل والمحبة.
والله أعلم.